الدور الاستراتيجي لكتائب حزب الله العراقية: ذراع إيران القوي في قلب العراق

 




الدور الاستراتيجي لكتائب حزب الله العراقية: ذراع إيران القوي في قلب العراق


تُعد كتائب حزب الله العراقية واحدة من أبرز الفصائل المسلحة التي برزت على الساحة العراقية بعد الغزو الأمريكي عام 2003، لتتحول لاحقًا إلى قوة عسكرية وأمنية وسياسية فاعلة تمارس أدوارًا تتجاوز حدود العراق. في هذه المقالة نستعرض الدور الاستراتيجي لكتائب حزب الله ضمن المشهدين العراقي والإقليمي، مع تحليل لعلاقاتها، أهدافها، وأثرها في موازين القوى.



---


من هي كتائب حزب الله العراقية؟


كتائب حزب الله فصيل مسلح شيعي عراقي تأسس في أعقاب الاحتلال الأمريكي، ويمتلك ارتباطًا وثيقًا بـ فيلق القدس الإيراني. الفصيل يتبنى فكر ولاية الفقيه ويُعد من أبرز فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، إذ تصنفه الولايات المتحدة الأمريكية كـ "منظمة إرهابية" منذ عام 2009.



---


الدور الاستراتيجي لكتائب حزب الله داخل العراق


1️⃣ رأس الحربة في مواجهة القوات الأمريكية


منذ تأسيسها، تمحورت عقيدة كتائب حزب الله حول مقاومة الوجود الأمريكي في العراق، حيث نفذت العديد من الهجمات الصاروخية ضد القواعد الأمريكية باستخدام طائرات مسيّرة وعبوات ناسفة متطورة. تصاعد هذا الدور الاستراتيجي بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في 2020.


2️⃣ النفوذ العسكري ضمن الحشد الشعبي


رغم انضمامها إلى هيئة الحشد الشعبي، حافظت كتائب حزب الله على هياكلها المستقلة ومعسكراتها الخاصة، مع امتلاكها لترسانة من الأسلحة النوعية، بما في ذلك راجمات صواريخ وطائرات مسيّرة هجومية. هذا التوازن بين العمل ضمن الحشد والاستقلال الفعلي منحها قدرة على التأثير في القرار الأمني العراقي.


3️⃣ التغلغل في مؤسسات الدولة


تتمتع كتائب حزب الله بنفوذ داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية العراقية، وتُعرف بقدرتها على التحكم في بعض المناصب الحساسة. إلى جانب ذلك، تدعم فصائل سياسية محسوبة على الإطار التنسيقي الشيعي، مما يمنحها حضورًا سياسيًا غير مباشر يعزز من مكانتها.



---


الدور الإقليمي لكتائب حزب الله: ذراع إيران الممتد


1️⃣ جزء من محور المقاومة


تُعد كتائب حزب الله أحد أعمدة محور المقاومة، إلى جانب حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن وفصائل أخرى في سوريا. تشارك الكتائب في حماية طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت المعروف إعلاميًا بـ "الهلال الشيعي"، والذي يمثل شريان النفوذ الإيراني في المنطقة.


2️⃣ المشاركة في الصراع السوري


أرسلت كتائب حزب الله مقاتليها إلى سوريا لدعم النظام السوري، خصوصًا في مناطق دير الزور والبوكمال، بهدف تأمين الطريق البري الواصل بين إيران وسوريا ولبنان. هذا الدور الإقليمي عزز من قيمة الكتائب كأداة إيرانية استراتيجية.



---


أهداف كتائب حزب الله الاستراتيجية


إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق


تعزيز النفوذ الإيراني داخل مؤسسات الدولة العراقية


فرض سيطرة أمنية وسياسية تابعة لمحور المقاومة


المشاركة في المشروع الإقليمي الإيراني عبر حماية الهلال الشيعي


الحفاظ على قوة عسكرية مستقلة عن سلطة الدولة





مستقبل كتائب حزب الله في المشهد العراقي والإقليمي


رغم الدعوات الدولية والداخلية لحل الفصائل المسلحة، تمتلك كتائب حزب الله قوة عسكرية متماسكة وشبكة نفوذ سياسية تجعلها لاعبًا يصعب تجاوزه. ومع تصاعد الصراع الأمريكي الإيراني، يُتوقع أن تستمر الكتائب في لعب دور استنزافي ضد القوات الأمريكية وفرض واقع أمني يخدم مصالح محور المقاومة في العراق والمنطقة.



يمثل الدور الاستراتيجي لكتائب حزب الله العراقية أحد أبرز عناصر القوة الإيرانية في العراق، حيث تجمع بين القوة المسلحة، النفوذ السياسي، والدور الإقليمي المتكامل. في ظل استمرار الصراع على النفوذ في العراق، ستبقى الكتائب لاعبًا حاسمًا في معادلة الأمن والسياسة العراقية.


تعليقات