تيسلا تدخل رسميًا السوق المغربية: خطوة استراتيجية نحو مستقبل التنقل الكهربائي في شمال إفريقيا
في خطوة لافتة تؤكد التوسع العالمي السريع لشركة تيسلا الأمريكية، أعلنت الشركة رسميًا عن تأسيس فرعها بالمغرب تحت اسم Tesla Maroc S.A.R.L، لتصبح المملكة من أولى الدول الإفريقية التي تحتضن حضورًا رسميًا لتيسلا. هذا الحدث لم يكن مفاجئًا تمامًا للمهتمين بعالم السيارات الكهربائية في المنطقة، لكنه يحمل في طياته رهانات اقتصادية وبيئية واعدة.
تأسيس الشركة والمقر الرئيسي
وفقًا للبيانات الرسمية المسجلة في السجل التجاري المغربي، جرى تأسيس Tesla Maroc بتاريخ 27 ماي 2025، بشراكة بين شركتين هولنديتين تابعتين لتيسلا وهما:
• Tesla International B.V
• Tesla Motors Netherlands B.V
برأسمال إجمالي قدره 27,488,750 درهم مغربي.
ويقع المقر الرسمي الجديد في برج كريستال – مارينا الدار البيضاء، أحد أبرز المراكز التجارية الحديثة بالمدينة، مما يعكس نية تيسلا في جعل الدار البيضاء نقطة انطلاق أساسية نحو باقي أنحاء المغرب وشمال إفريقيا.
نشاط الشركة في المغرب
وفقًا للنظام الأساسي للشركة، ستتولى Tesla Maroc المهام التالية:
• استيراد وبيع السيارات الكهربائية.
• توفير خدمات صيانة وإصلاح السيارات الكهربائية.
• نشر بنية تحتية لمحطات شحن السيارات الكهربائية.
• استيراد وتوزيع حلول تخزين الطاقة وتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.
بهذا، لن يقتصر حضور الشركة على بيع السيارات، بل يشمل أيضًا خدمات ما بعد البيع وبناء منظومة متكاملة للتنقل النظيف.
محطات الشحن: من التجريب إلى التوسع
سبق لتيسلا أن دشنت أول محطتين للشحن السريع في إفريقيا بالمغرب سنة 2021، تحديدًا في الدار البيضاء وطنجة. ومع هذا الدخول الرسمي، يُتوقع:
• توسيع شبكة محطات Supercharger.
• تركيب محطات في مدن جديدة (كالرباط، مراكش، وأكادير).
• إتاحة خدمات شحن منزلية للمستخدمين.
هذا التحرك يتماشى مع التوجه الوطني المغربي لتعزيز النقل الكهربائي وخفض البصمة الكربونية.
مشروع "النفق القاري" بين المغرب وإسبانيا
أحد المشاريع الطموحة التي ارتبط اسم تيسلا بها، هو مشروع "دبي لوب":
• نفق تحت مضيق جبل طارق بطول 17 كلم.
• يربط المغرب بإسبانيا بـ 11 محطة توقف.
• استخدام كبسولات كهربائية ذاتية القيادة، بسرعة تصل إلى 160 كم/س.
• يُشرف على المشروع شركة Hyperloop One المدعومة من إيلون ماسك، مع احتمالية استخدام سيارات Tesla Self-driving في الكبسولات.
ورغم أن المشروع ما زال في مراحله النظرية، فإن حضور تيسلا بالمغرب يعزز من فرص إدراجه ضمن مخططاتها مستقبلاً.
إشكالية نظام القيادة الذاتية في المغرب
مع دخول سيارات تيسلا رسمياً، ثار جدل واسع على وسائل التواصل حول قانونية نظام القيادة الذاتية.
• حسب علي الكراكبي، مدير شبكة شحن السيارات الكهربائية بالمغرب، فإن كل السيارات الكهربائية، بما فيها تيسلا، يتم فحصها من طرف الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) وتمنح شهادات مطابقة.
• إلا أن خاصية القيادة الذاتية تظل غير مرخص لها في الطرق العامة المغربية إلى حين صدور نصوص تنظيمية خاصة.
هذا الملف سيتطلب تنسيقًا بين Tesla Maroc والجهات الرسمية المغربية.
الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية
هذا التوسع يعكس:
• رغبة المغرب في التحول إلى مركز إقليمي للسيارات الكهربائية.
• دعم التوجه الوطني نحو الطاقات المتجددة والتنقل النظيف.
• توفير فرص شغل جديدة في مجالات: بيع السيارات الكهربائية، صيانتها، ومحطات الشحن.
كما ينتظر المهتمون أن تُطرح سيارات تيسلا بأسعار تنافسية، بفضل الاستفادة من الإعفاءات الجمركية والضريبية المخصصة للسيارات الكهربائية في المغرب.
دخول تيسلا بشكل رسمي للسوق المغربية حدثٌ استراتيجيٌ يعكس التوجه العالمي والإقليمي نحو التنقل الكهربائي والطاقة النظيفة.
فالمغرب بموقعه الجغرافي وبنيته التحتية المتطورة يمثل بوابة مثالية لتيسلا نحو إفريقيا.
لكن التحدي الحقيقي يبقى في:
• تسريع مواكبة الإطار القانوني.
• تعميم محطات الشحن.
• ضبط نظام القيادة الذاتية.
كلها رهانات ستحدد مستقبل السيارات الكهربائية في المغرب.
المصادر: