الفنانة الأمازيغية الكبيرة فاطمة تبعمرانت

 



خصصت الفنانة الأمازيغية الكبيرة فاطمة تبعمرانت جزءاً من إبداعها الشعري والموسيقي لفئة الأطفال، إيماناً منها بأن بناء الأجيال يبدأ من غرس القيم والمعرفة منذ الصغر، وبأن اللغة الأمازيغية يجب أن تكون حاضرة بقوة في وجدان الطفل منذ بداياته الأولى. 

وقد تُوّج هذا التوجّه التربوي بإصدارها سنة 2012 ألبوماً غنائياً تربوياً مميزاً يحمل عنوان "تاروا ن وامور" (أبناء الوطن)، يضم ست أغانٍ موجّهة خصيصاً للأطفال، تتميز بجمال لغتها وبساطة تعبيرها وعمق رسائلها التربوية والتعليمية.



1. أمور إينو (وطني)

في هذه الأغنية، ترسم تبعمرانت صورة شاعرية لوطن الطفل، مستحضرةً جباله الشامخة، بحاره الواسعة، صحراءه الممتدة، ومدنه وقراه النابضة بالحياة. الأغنية تُقدِّم للطفل مفهوماً عاطفياً وانتمائياً للوطن، وتُعرّفه بجغرافيته المتنوعة وثرواته الطبيعية، وتغرس فيه حب الأرض والشعور بالفخر بالانتماء.



2. إفرخان إجديݣن (الأطفال ورود)

بأسلوب حنون وعذب، توجه الفنانة نصائح ثمينة للأطفال، تحثهم من خلالها على الابتعاد عن العادات الغذائية السيئة، والتشبث بالعلم والمعرفة، وتنظيم وقتهم بين اللعب والتعلم، إضافة إلى التشجيع على التحلي بالسلوك الحسن. 

ترمز الورود هنا إلى البراءة والجمال، وتشير إلى أهمية الاعتناء بهذه البذور الصغيرة لتنمو في بيئة صحية وسليمة.

3. تاما نونت أجدة (بقربك يا جدتي)

تُجسّد تبعمرانت في هذه الأغنية دور الجدة الأمازيغية الحانية، التي تروي الألغاز الشعبية القديمة لأحفادها، مما يساهم في تنشيط ذاكرتهم وتوسيع آفاق خيالهم. 

تعكس الأغنية الدور الحيوي الذي تلعبه الجدة في حياة الطفل الأمازيغي، ليس فقط كمصدر للحب والعطف، بل أيضاً كناشرة للحكمة الشعبية ومربية تنقل المعرفة من جيل إلى آخر.



4. تيفاوين ن الخير (صباح الخير)

أغنية صباحية بامتياز، مفعمة بالحيوية والتفاؤل، تعلم الطفل أهمية النشاط في بداية اليوم، وتحفّزه على استقبال الصباح بابتسامة وسلوك إيجابي. 

كما تسلط الضوء على أهمية الأسرة، وخاصة دور الأم والأب في حياة الطفل، وتشجعه على الاعتراف بجهودهما والتقدير العميق لما يقدمانه من رعاية وتربية.

5. تينمل إينو (مدرستي)

تُحوّل هذه الأغنية المدرسة إلى فضاء ساحر، أشبه بجنة مليئة بالفرح والمعرفة، وتُقدِّم المعلم في صورة ملاك وقدوة، ما يعزز احترام الطفل لمدرسته ومعلميه. 

تشجع الأغنية على حب التعلُّم والانخراط في الحياة المدرسية بروح من الحماس والانضباط، وتُبرز التعليم كوسيلة لتحقيق الذات وبناء المستقبل.

بهذا الألبوم، تثبت فاطمة تبعمرانت مرة أخرى أنها ليست فقط شاعرة ومناضلة وفنانة تخاطب الكبار، بل أيضاً مربية وملهمة تهتم بغرس المبادئ والقيم في نفوس الأطفال، وتُسهم بشكل فعّال في تطوير التربية الفنية باللغة الأمازيغية. 

لقد قدّمت نموذجاً يُحتذى به في توجيه الفن نحو أهداف تربوية وإنسانية نبيلة، مما يجعل هذا العمل إضافة ثمينة في سجل الإبداع الأمازيغي المعاصر.



تعليقات