الوحدة المغاربية: أفق متعثر بين المغرب والجزائر
تظل الوحدة المغاربية حلمًا مؤجلًا رغم محاولات مستمرة لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي بين دول شمال إفريقيا. في قلب هذا التوتر، تقف العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر، التي تعود جذورها إلى خلافات تاريخية أبرزها قضية الصحراء الغربية ودعم الجزائر لجبهة البوليساريو المطالبة بـ حق تقرير المصير.
الجذور التاريخية للصراع بين المغرب والجزائر
بدأ التوتر مبكرًا بعد استقلال الجزائر عام 1962، حين اختلف البلدان حول ترسيم الحدود. واندلعت حرب الرمال 1963 بسبب نزاعات حدودية. رغم أن المغرب كان داعمًا للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، إلا أن الخلافات ظهرت سريعًا بعد الاستقلال.
الصحراء الغربية والنزاع المزمن
منذ انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية عام 1975، اشتد النزاع بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب بـ تقرير المصير للسكان الصحراويين. بينما يعتبر المغرب المنطقة جزءًا لا يتجزأ من أراضيه، ويؤكد على وحدة الصحراء المغربية.
إغلاق الحدود وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية
في عام 1994، بعد تفجيرات مراكش، فرض المغرب تأشيرات على الجزائريين. وردت الجزائر بإغلاق الحدود، لتتوقف حركة التجارة والسياحة وتبادل الزيارات بين الشعبين منذ ذلك الحين، مما أضعف فرص التنمية والتكامل في المغرب العربي.
تأثير القوى الدولية
- فرنسا: تراعي مصالحها بين الطرفين.
- الولايات المتحدة: دعمت سيادة المغرب على الصحراء المغربية في عهد ترامب.
- روسيا: تدعم الجزائر في مجالات الطاقة والتسلح.
مبادرات المصالحة: فرص مهدورة
في 2018، دعا الملك محمد السادس الجزائر إلى حوار مباشر لتسوية القضايا العالقة. بينما أكد الرئيس تبون لاحقًا رغبته في وحدة مغاربية بشرط حل قضية الصحراء الغربية وفق قرارات الأمم المتحدة الداعية إلى حق تقرير المصير.
دور المجتمع المدني
شهدت الساحة الثقافية مبادرات من مثقفين من طنجة إلى وهران للدعوة إلى تجاوز الخلافات. ورغم غياب الإرادة السياسية الحقيقية، تظل آمال الشعبين في وحدة مغاربية قائمة.
خاتمة: هل من أفق للوحدة المغاربية؟
رغم استمرار التوترات، تبقى إمكانية المصالحة مرهونة بإرادة سياسية حقيقية تضع مصلحة شعوب المغرب والجزائر فوق أي اعتبارات أخرى. إن إنهاء النزاع حول الصحراء المغربية، وتجاوز خطاب الكراهية، كفيلان بفتح أفق جديد لمغرب عربي موحد يحقق آمال شعوبه في التنمية والتكامل.